منتديات أمانينا العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أمانينا العراقي

منتدى تجمع عراقي عربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انتقام الورده

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
*لؤلؤة امانينا*




المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 24/07/2011

انتقام الورده Empty
مُساهمةموضوع: انتقام الورده   انتقام الورده Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2011 6:57 pm

جلست لمياء بالقرب منها على كرسي الحديقة, ومكثت لدقائق دون أن تحرك ساكنا أو تنطق بحرف, بينما كانت هي تمرجح دمية بين ذراعيها عازفة أغنيتها المحبوبة"دميتي صغيرة عيناها زرقاوان, لا تبكي يا صغيرة يا عين الأقحوان", لكن لمياء لم تتمالك نفسها فقائلة لها: لما قتلته؟ لما هو وليس كلانا؟ كان حري بك قتلي كما قتلته, لما قذفت بروحه عاليا وتركتي روحي معلقة تأبى أن تفتح لها أبواب السماء ؟, وتركت الشمس حزينة تأبى الغروب دون أن تلمح يدينا تلوحان لها, والورود التي أهداني إياها ذابلة فلا حب يسقيها, و الشجر يواسي قلبينا المحفورين على جذوعه وكذا أوراق الخريف, والنجوم التي تبيت الليل متحسرة تبكي منتظرة كلماتنا, والقمر أضحى ذابلا يأبى أن يحكي حكايات العشاق التي عوضني عليه حتى أبتسم, و الابتسامة التي ودعت شفتاي الجافتين, لما؟ ولما؟ ولماااااااااااااااااااااااااا؟.
صرخت لمياء فسقطت الدمية من بين يديها, وطأطأت رأسها آبية النظر إلى وجهها, فانطلق من بين شفتيها صوت, ما كان ليكون, لولا أن ما بضيفتها آلمها, فصارت تسرد له الحكاية قائلة:

ذلك القمر الذي حكى لك حكايات العشاق, روميو وجليت, قيس وليلى, استيفن وماجدولين.... ألم يحك لك قصة ملك؟, ألم يمتعك بكلمات العشق وسحره ثم يعود بك لتجرع ما تجرعه أبطال قصصه؟, ألم يروي لك كيف أحبت ملك؟ تلك الفتاة التي كانت اسما على مسمى, وجهها رسمت عليه البراءة, وشعرها الحريري الذي طاول بلاد الهند, ملتهبا بسحر الغجريات, وعيناه اللتان تغير منهما الأقحوان, ورموشها التي تسبح بك في عالم الجن مرورا بالحوريات, وشفتاه الذائبتين في حمرة الجمر, حتى إذا ما ابتسمت غارت منها الشمس, واستحيت لجمالها القمر, ويئست من رشاقتها الفراشات, بلبل إذا نطقت, ملاك إذا ما سكنت. لكن قلبها أحبه, فبادلها نفس الشعور, فكانت تسهر الليل لا تنام إلا على صوته, أو على أغنية يعشقها, وتنتظر تلك الساعات التي تجمعها به, في الحدائق أو على شاطئ البحر, مستمتعة بشدو كلماته, حتى إذا نطق تمنته لو لم يسكت, بل كانت تتمنى لو تتوقف كل الدنيا لابتسامته, واعدها ببيت تكون فيه ملكة, فرسمت في خيالها بكل ألوان المستحيل ذلك المنزل, وقد كانت تمر عليها الساعات بدونه أعواما, لامست حبه من كلماته, فانتشت بطعم الحياة بجانبه, حتى أنها كانت تهوى نسيم الصباح متخيلة أنه يحمل عطره, بل كانت تدخل غرفتها فتعيد مع نفسها ما وقع بينهما لحظة لحظة, دون أن تفوتها لقطة ولا كلمة, رسمت عليه أحلامها حتى أضحى حبه الهواء الذي تتنفس, وسار حبه في عروقها كما تسري الدماء.
وكما اعتادت كانت بغرفتها وحيدة تحاكي حبيبها ولو لم يكن معها, وقد تأخر الوقت في ليلة ماطرة, أيقظ بها الزمهرير ما بالقلوب من فزع, فدخل عليها زوج والدتها غرفتها دون إذن, فأحست بخوف رهيب فهي ليست بعادته, ووالدتها ذهبت لزيارة خالتها رفقة أخويها, وكأن به متأكد من أنها لن تعود هذه الليلة, فبادر بطرح أسئلة غريبة عليها,تلاها بحركات وقحة لم تتخيلها يوما, استحيت منه أولا لكن الأمر كان يتوجب المقاومة, فلم تفلح بالهروب منه, فأخذت تصرخ طالبة النجدة, وماهي إلا ثوان حتى فتح الباب, فأدركت أن الفرج جاء, دخلت الأم تجري صوب مكان الصراخ, فذهلت للموقف, زوجها في وضع تستحي منه العين, وابنتها تحاول ستر جسمها بثوبها المقطع أشلاء, في صمت ودموع, طأطأ الزوج رأسه مغادرا الغرفة, بينما قامت هي محاولة جمع قواها التي خارت بين يديه, والأم في سكونها, اقتربت ملك منها لكن الأم رمت بها رافضة حضنها, صدمت ملك للأمر, كيف يعقل هذا؟ لكن الأسوء هو ما نطقت به الأم, آمرة إياها بمغادرة المنزل بل حياتها, ظنا منها بأنها ستتسبب في تعاسة إخوتها, فيقضوا حياتهم بلا أب ولا حضن يحميهم, لم تترك الأم فرصة لملك كي تدافع عن نفسها, بل طردتها متبرئة منها في ذلك الليل الجاني, خرجت وفي عينيها دموع تهطل كما كانت تهطل الأمطار في تلك الليلة, تلك الأمطار التي عزفت لها سمفونية الحزن, بلحن قطراتها و هزيم رعدها. لم تصدق ما يجري, لكن هي أمام الأمر الواقع, يستحيل عليها التريث ولو لقليل, فالليل أضحى موحشا, والذئاب في كل مكان, اتصلت به فسارع بمناجاتها وطار بها كفارس يطير بأميرته ولو لم يكن له فرس.


دخلت معه منزله المتواضع, واضعة رجلها اليمنى لأول مرة به, وبعدما سكنت روحها, نسيت العالم بأسره, فإن ضاعت منها العائلة فهو عائلتها كما وهمها. (تسكت لثوان تلاها سيل من الدموع ,ثم تتنهد من أعماق قلبها), أحست بالأمان فذابت بين أحضانه, حاولت منعه في البداية لكن حبه لم يكن لها قوة, فانهارت بين يديه.
]أطلت شمس اليوم التالي, وملك حزينة, فقد فقدت عذريتها ليلتها رغم فرارها من زوج والدتها الذي لم يتمكن منها, فكانت توهم نفسها بأنه لن يتخلى عنها, وقد أكد لها ذلك مرارا كلما رأى في عينيها دمعا وحيرة, فواعدها بالزواج فور حضور والديه من البادية, فصدقه قلبها المسحور بحبه, مرت ثلاثة أيام وهي تضل النهار منتظرة عودته من العمل, حتى إذا حل المساء عاشت بين أحضانه, بل ذابت كما تذوب قطرات الندى على ورود الربيع. لكنه الليلة تأخر كثيرا, والعشاء الرومانسي صار باردا, والشموع بكيت حتى كاد ينتهي دمعها, وجسمها النحيف الذي وارته في أحلى فستان لها, كان قلبها محتارا فهو لم يعودها على هذا الأمر, وهاتفه ضل مغلقا. انتصف الليل, وأخيرا سمعت المفتاح على الباب, فطار قلبها كعصفور مشتاق للحرية, قامت مسرعة لكنها توقفت قبل أن ترتمي في حضنه, تراجعت خطوات للوراء, باحثة عما يستر جسمها, فالذي أما مها ليس بعشيقها, سألته من يكون ؟ أين حبيبها؟, فاكتفى بالقول إنه قد أهده إياها, حاولت طرده من المنزل, لكنه صرح لها بأنه مالك المنزل, وحبيبها كان يقم معه, وقد أخبره بما كان ينتظره, فرت ملك إلى غرفة النوم محاولة ردعه, لكنه كان أقوى منها, دفع باب الغرفة بقوة ففتح وسقطت هي خلفه, انقض عليها كوحش, حاولت إبعاده, لكن أمره استحال, مزق ثوبها فوق جسمها الذي هزه الفزع, لكنها لم تفقد الأمل بين الصراخ وعدم الاستسلام, حتى وقعت يدها على سكينة في صحن الفواكه, طعنته بشدة, ولم تكتفي بطعنة واحدة, كانت نقطة نهاية للبراءة.


] وقفت أمام المحكمة, فظنت أن حبيبها سيفتخر بما فعلت, فقد كانت دون شرفها, لكنه داس عليها كما تدوس البهائم الحشائش, ولما سأله القاضي هل يعرفها؟, رد عليه بكل ثقة نعم إنها صديقة الضحية, بل مؤنسته في الليالي, ولطالما كانت تقضي معه ليله. لم تصدق عيناها ما رأت, ولا أذناها ما سمعت, أذاك حبيبها؟ إنه هو يرتدي وجه الذئب, صدمت لهول ما حدث, فوقعت نتيجة انهيار عصبي, نقلت بعده مشفى الأمراض.
مرت سنين لا تنطق إلا بأغنيتها, وصورته لم تفارق ذهنها, ولما أمنها الكل استغلت ثقة العاملين بالمستشفى, ففرت باحثة عنه في الليلة التي صادفت عيد ميلاده, لكنها صدمت حين رأت يدك في يده, ووجهك البريء يصدق حبه لك, رأت السعادة في عينيك, لكنها لم تنس ما بها من جراح, تقدمت نحوه مستغلة دهشته منها, فلم تكتفي ب طعنة.


والآن أتعلمين لما قتلته؟, ألم تلاحظي وأنت تلوحين للشمس عند الغروب أنها حزينة لأجلك, فتلك الشمس على نسيج أشعتها بدأت قصتنا, والورود التي أهداك إياها كانت تحيى محاولة إخبارك بزيفه, والشجر كان يئن لأن قلبي الذي ينزف لا زال محفورا به, والخريف يمضي سريعا حاملا معه أو راقه, لأن بها أسمينا, والنجوم ما كان لها لتتحسر سوى لضياع قلبك وراء أحلامه, والقمر الذي حكي لك الحكاوي, ذابل لأنه لم يحك لك حكايتي.


ثم حملت دميتها من بين رجليها, فأحد الممرضين قادم نحوها, فحملت لمياء ما بها من آلام, وقد أمطرت عيناها, حتى ارتسمت على خذها جداول من دمع, فسارت في طريقها وهي تهمس: إن كان الجنون راحتك, فأنا لا راحة لي حتى أسمع ما سيقوله لي القمر, أو ما سيحكم به القدر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AmaninA~ALIRAQI

AmaninA~ALIRAQI


المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
العمر : 33
الموقع : في قلبه

انتقام الورده Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتقام الورده   انتقام الورده Icon_minitimeالخميس يوليو 28, 2011 2:44 pm


طرح مميزًَ

موج‘ـديد هذـإآـآ إآلـإآبدـآع

وع‘ـآشت أنـإآملكـ إلمميزه
.
.

موودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mustafa1991afak.hooxs.com
*لؤلؤة امانينا*




المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 24/07/2011

انتقام الورده Empty
مُساهمةموضوع: رد: انتقام الورده   انتقام الورده Icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 9:26 pm

منــــــــــــــــــــــــور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انتقام الورده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أمانينا العراقي  :: الثقافة والأدب :: القصص والروايات-
انتقل الى: