سافرت أنت ..
وبقيتُ وحدي مع المرايا ..
أراك تركت على كل شيء من حسنك بقايا
وفي الليل يشتاقُ قلبي .. يحن إليك ..
فينساب طيفك كعطرٍ جميل يثيرُ شقايا ..
أحسك همسا رقيق الحضور ..
وحمامة مسافرة .. في سرب طيور ..
وألمحُ وجهك في كل وجه ..
وأجري إليك ..
فتسقطُ الخطوات مني ..
وأسقط قبل الوصول ..
فكيف الغرام غدا كراريس عذاب ..
وكيف نجوم السماءِ .. هوت في التراب ..
وكيف اشتياقي غدا كالشظايا تخترقُ جسدي ولا تهاب ..
عشقك كان لعمري عبادة ..
فكيف العبادةُ غدت .. كالخطايا ..
رحلت ورحت ..
وبقيتُ وحدي مع ذكريات المرايا ..
وصرتُ أراك وملء عيوني ..
دموع الوداع ..
وبعد أن كنت بين يديَّ ..
.. وفوق ذراعي ..
قد صرت الآن .. شيئاً بعيداً ..
وحلما جميلاً .. سرابا توارى ..
وغاب وضاع ..
رحلت بعيداً ووصلت بلاداً بعيدة ..
ولا زلت أراك .. تطوف حولي مثل شعاع..
ومثلَ فراشة ..
أحسك لحناً ..
وألقاك دفئا .. يسري بنبضي ..
وأشعر بعد غيابك .. أني لا شيء ..
غيرُ الضياع ..
وغير بقايا هوى .. تناثر وضاع ..
بعد أن سافرت ..
أرى وجهك .. على كل شيء ..
كل الوجوه تلاشت ..
وأصبحت أنت كل البشر ..
أصبحت أنت كل البشر ..